بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين، وعلى آله وصحابته وبعد ..
اعتاد الناس أن يقدموا لأحبابهم وذوي مودتهم في مناسبات مختلفة هدايا وتحفا، عسى أن يبعثوا البهجة في نفوسهم، وربما عمدوا إلى المغالاة في أثمان الهدايا إيذانا بمزيد المحبة وغاية المودة .. ويحرص كثير من الناس على انتقاء ما يناسب محبوبهم مستعينين بذكرياتهم معه، وبسؤال من هو أقرب إليه منهم وأعرف به، فإن تعين لهم ما يهش له ويبش اتخذوه هديته ..
وقد تفكرت مليا ـ ونحن في ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ فيما عساه يثلج صدره الشريف، ويدخل على قلبه الرحيم المسرة والغبطة، مستعينا في ذلك بما في كتاب الله تعالى من صفته، وما بلغنا في السنة من سيرته، وطالعت في ذلك شطرا صالحا من الآثار، فما رأيت شيئا يسعده صلوات الله وسلامه عليه كالإصلاح بين المسلمين، وجمع كلمتهم، وتأليف قلوبهم .. فإنه صلى الله عليه وآله وسلم لو كان بين ظهراني المسلمين اليوم كما كان بين أصحابه بالأمس لاهتم واغتم لما يرى من فرقتهم وذهاب ريحهم وفساد ذات بينهم .. ولأنفق جل وقته في المؤاخاة بينهم كما فعل في مقدمه إلى المدينة المنورة فأصلح بين الأوس والخزرج وسماهم الأنصار ثم آخى بينهم وبين المهاجرين ..
فيا أيها المحب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كن مصلحا جامعا بين المسلمين غير مفرق، مؤلفا بين قلوبهم جامعا لكلمتهم غير باث فيهم فتنة ولا ضاربا بينهم بالخبال تفز بمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتكن ممن أدخل على قلبه البشر والفرحة والسرور في يوم مولده الشريف، فإن لم تحسن ذلك فاملك عليك لسانك وليسعك بيتك، فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق