الجمعة، 25 مارس 2016

لماذا غاب الشيخ أحمد بن مهزع عن ذاكرة التاريخ؟


صورة تخيلية للشيخ أحمد بن مهزع

كل قطر من أقطار الأمة العربية والإسلامية ـ لا سيما الأقطار التي ذاقت مرارة الغزو الصليبي في القرن الماضي والذي قبله ـ كلها تحتفظ في ذاكرتها بأسماء سطع نجمها في سماء المقاومة والبطولة والفداء في مقارعة الغازي الصليبي .. فيحدثك المغاربة عن الشيخين الريسوني والخطابي :

الريسوني



الخطابي

 وتنبؤك الجزائر عن البطل الأمير عبد القادر  :

الأمير عبد القادر الجزائري

وتفاخر ليبيا بالشريف السنوسي وعمر المختار :



الشريف أحمد السنوسي




عمر المختار

 وهكذا مرورا بأبطال مصر إلى أن تصل إلى جبال داغستان حيث الأمير شامويل الذي دوخ الروس .. :



الأمير الشيخ شامل الداغستاني

 فما بال البحرين لا تذكر رجلا كان له دور بارز سباق في مقاومة وإفشال خطط الغازي الإنجليزي؟!

سؤال مهم ومحير سألته نفسي ..

مهم لأن الرجل مهم، فهو عالم أزهري مالكي، ومواطن بحراني وَفِيٌّ لوطنه وشعبه وحاكمه، له أثره الكبير في مجال الإصلاح والتعليم والتربية والسياسة والطب ومقاومة التبشير .. وكان إرهاصا لبروز الشخصيات السياسية والقومية اللاحقة أمثال الشيخ عبد الوهاب بن حجي الزياني ..

ومحير لأن رجلا بهذا الوزن كان يجب أن تفاخر به الذاكرة التاريخية للبحرين، وتتناوله أقلام المثقفين بالمدح والثناء اللائق والبحث الموسع .. وإذا كان من المعقول أن تخفى آثاره قبل الاستقلال سنة (23 جمادى الآخرة 1391هـ = 15/8/1971م) لأن الغازي لا يحب ذكر أخباره، فما العذر في اختفاء أخبار هذا العلم الشامخ من وقت الاستقلال إلى أيامنا هذه ؟ هنا تكمن الحيرة، حتى أن المؤرخ النبهاني في تحفته لم يعرج على ذكره قط، ولا المؤرخ التاجر إلا إشارة، وأما الذي ذكره ونوه بشأنه صراحة وهو ناصر الخيري في قلائد النحرين فحظه أن كتابه هذا لم يطبع قط إلا من سنوات قليلة ولم يعلم الناس بأمره من قبل، وعندما كتب الأستاذ مبارك آل خاطر (القاضي الرئيس قاسم بن مهزع) لم يحظ الشيخ أحمد منه إلا بنحو سطرين لا تروي غلة ولا تشفي علة، بل كم اقتبس الشيخ قاسم من شخص أخيه أحمد بعض جوانب الشهرة الغائبة تماما عن ذاكرة التاريخ .. إلى أن أفرجت بريطانيا عن وثائقها السرية لنقرأ فيها بعض أخباره المهمة ونتعرف على دوره البالغ الخطورة.

من هنا ـ من هذه الحيرة وذلكم التساؤل الذي ينتظر جوابات كلها اجتهادية ـ من هنا جاء اهتمامنا بالشيخ أحمد لنجمع عنه كتابا كانت أخباره ووثائقه جذاذات مفرقة في صدور المعمرين وخزائن البلدان المختلفة حتى أضحى لبعض قارئيه بمثابة أثر تاريخي مهم تم الكشف عنه حديثا أو حفرية ثمينة لا تقدر بمال ..


لقد آن للبحرانيين أن يتعرفوا على صفحة مضيئة كانت مطمورة تحت الركام عقودا طويلة، وآن لهم أن يبرزوا هذه الشخصية عرفانا ووفاء لجهودها. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق