بسم
الله الرحمن الرحيم
قابلتُ
هذه الحُجَّة على أَصْلِها المَنْقُولَة مِنه فطَابَقَت حَرْفًا بِحَرْفٍ مِن
غيرِ زِيادةٍ ولا حَذْفٍ كما هو مَذكور في ذَيلِها فصَحّ
ذلك ولَزِم العملُ حَرَّرَهُ
عبدُ الله بنُ علي سامحهم المَوْلَى
(ختم
الشيخ عبد الله بن علي آل عبد القادر)
وبعدُ،
فالمُوجبُ لتحريرٍه، الدَّاعي إلى تسطيرِه، هو أنه قد وَقَّفَ وحَبَّسَ وأبَّدَ وسَرْمَدَ
الرَّجُلُ المُكَرَّمُ الشَّيخُ
عَلي بنُ محمَّد بنِ خليفة أصالةً عن نفسِه، وبوكالتِه
الثَّابتة شرعًا عن أخويه الأكرمينِ الشيخ
أحمد بنِ محمد بن خليفة، بشهادة الأجل الأكرم مولانا
السَّيد عبد الرَّحمن بن السَّيد أحمد الزَّواويِّ، والأكرم عبد الرحمن بن عيسى
إمام المسجد الجامع في البحرين، وعن أخيه مُقرن ابن محمَّد بن خليفة مُشافهةً،
وبوكالتِه أيضًا عن ابن أخيه عبد الله بن المرحوم خليفة بن محمَّد بن خليفة
مُشافهةً منه أيضًا، وذلك جميعَ المدرسةِ التي ابتناها المرحوم الشيخ
خليفة بن محمد في فريق المُقَابِل من المُبَرَّز تابع الأَحْسَاء المحروسة،
الغنيَّة بشُهرتِها عند مُجاوِريها عن ذِكر حُدودِها، بجميع حُدودِها وحُقوقِها
وتوابِعها ولَواحِقها وما اشتملت عليه وما يُنسب إليها شرعًا وعرفًا، على طلبة
العلم المالكية لقراءة فقه وحديث وما احتيج إليه من توحيد وعربيَّة، قاصدًا
بذلك وجهَ الله ورِضاه وتَسَبُّبًا لِنَشْرِ العِلم وتَسْهيل طلبِه. وشَرَطَ
أن يكونَ المُتولِّي للتَّدريس فيها وإفادة الطَّلَبَةِ المُتَأَهِّل لذلك وهو
الأجلّ الأكرم الشَّيخ أحمد ابن المرحوم مولانا الشَّيخ عيسى بن مُطْلَق المالكي
حتى يتأهَّل لذلك أخوه الأكرم الشَّيخ عبد الله بن مولانا الشيخ عيسى المذكور،
فيكون التَّدريسُ بينهما مُناصفةً، ثم مِن بعدِهما على أولادِهما وأولاد أولادهما،
وهكذا طبقةً بعدَ طبقةٍ، حتَّى يَرِث اللهُ الأرضَ ومَن عليها وهو خيرُ الوارثين،
فإن لم يُوجَد لهم عَقِبٌ مُتأهِّل لذلك فبعدُهم على نظرِ النَّاظِر، إلَّا في التَّرتيب
المَذْكُور، يَنْصِبُ فيه مَن رآهُ صالِحًا مِن عُلماء المَالكيَّة.
وشرط على المَذْكُور النَّظارة لنفسِه، ثُمَّ من بعدِه النَّظارة للأصلحِ
من أبناء مُحمَّد بن خليفة، ثم على الأصلح من أبناء أبنائهم وهكذا، ولهم النَّظرُ
على جميعِ أوقافِها الآتي ذِكرُها. ثم وَقَّفَ وحَبَّسَ وأَبَّدَ وسَرْمَدَ الشَّيخ
علي المذكور أصالةً عن نفسِه وبوكالتِه أيضا عمن ذُكِر، جميع وجملة العقار وهو النَّخل
الذي اشتراهُ المرحوم الشيخ خليفة بن محمد في الأحساء المحروسة بسبب المدرسة
المذكورة وعينه وقفا عليها بوصايته بذلك المسمى سُلَيت بن شُكُر الكائن
بطرف عين باهِلَة على ساقيتها الغنيّ بشهرتِه عند مُجاورِيه عن ذِكْرِ حُدودِها،
بجميع حدوده المذكورة في صُكوك مُشترياتِه، مع توابعه من الغرَّافة التَّابعة له
وغيرها الأرض والنَّخل والفَسِيل والماء ومَجْراه ومَرْماه والطَّريق وجميع المَرافِق
وما يُنسَب له شرعًا وعرفًا على المدرسة المذكورة يبدأ من رَيعِها
بعمارتِها وما تحتاج إليه من الحصر والدلو والرِّشا لِلعَيْنِ التي فيها وبَكْرَة
وغير ذلك، وإِصلاح مَرافقِها وعِمَارَة العَقار المذكور.
والفاضِلُ يُصْرَفُ للمُدَرِّس فيها، المذكور ثم على التَّرتيب المذكور، لكلِّ مَن
يَتَوَلَّى التَّدريسَ فيها، وَقْفًا صَحيحًا شَرْعِيًّا مُحَرَّرًا مَرْعِيًّا مُشتَمِلًا
على شرائط الصِّحَّةِ وروابط اللازم، الخالية من جميع المُفسدات الشَّرعيَّة،
قاصدًا بذلك وجهَ الله ورِضاه والدَّارَ الآخرة، وتَنْفِيذًا لِوصيَّة المرحوم الشيخ
خليفة بن محمد المذكور رَحْمَةُ اللهِ عليه.
جَرَى ذلك وحُرِّر في اليوم السابع عشرين من شوال سنة 1200 أَلْف ومائتين هِجْرِيَّة.
شهدَ بذلك مَولانا السَّيد عبد الرَّحمن الزَّواويّ، وابنه أبو بكر، والشَّيخ
إبراهيم بن عبد الرزَّاق، والفقير إلى
الله حمد بن عبد السَّيِّد. وعلى الورقَةِ المَنْقُولَة مِن أصلِها:
لَـمَّـا أَشْرَفَت على التَّلَفِ إِمْضَاءُ المُوقِف المَذكُور الشيخ علي بن
محمد بن خليفة نقلتها كما رأيتها حرفًا بحرفٍ من غير زيادة ولا حذف. وأنا
الفقيرُ إلى اللهِ اللَّطيف:
عبدُ اللَّطيف بن عبد اللَّطيف كي لا يَخْفَى، حُرِّرَ في اليَوْم الخامس من شهر
المَوْلِد الشَّرِيف مِن سَنَة 1335 الخامِسَة والثَّلاثُون وثَلاثمائة والأَلْف. (1)
ـــــــــــــــــ
(1) ـ بعث إلي أخي الأستاذ البحاثة المحقق حسن الحسين بصورة هذه الوقفية ثم سألته أن يكتبها لتتضح للقراء فكتبها كما أثبتناها هنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق