الجمعة، 17 مايو 2013

لماذا منعت محاضرة العلامة سعيد فودة في الكويت؟

بسم الله الرحمن الرحيم
 


بلغني نبأ منع العلامة المتكلم الشافعي الأشعري سعيد فودة حفظه الله من المحاضرة في الكويت في موضوع يتعلق بالاجتهاد وأصول الفقه، وقد تابعت بعض المشاركات عبر الاتصالات الحديثة التي تتكلم عن هذه القضية، ورأيت كثيرا من الناس متعجبا من هذا المنع، متوهمين أن الكويت المفعمة بروائح الديمقراطية لا يليق بها مثل هذا المنع ! فأحببت أن أزيل تعجبهم وأنهي حيرتهم ..



ولذلك لا بد أولا أن أوضح أن الأستاذ العلامة سعيدا ليس ذلك الأشعري الذي يؤثر السلامة والسكوت خوفا على الدينار والخميصة فيكتم ما فرض الله عليه من بيان التوحيد وتنـزيه الخالق سبحانه عما لا يليق به، بل كلامه ـ نضر الله وجهه ـ في دحض شرك الصفات البشرية، وخزعبلات المجسمين، والتصورات الردية التي لا تليق بالربوبية واضحة جلية، وتأثير كلماته ونجاعة كتبه في بث تنـزيه الخالق سبحانه مما سارت به الركبان وطار في سماء شبكات الاتصالات الحديثة ..

إذا عرفت ذلك فأضف إليه أن أول من طبع كتابا يصف الله عز وجل وتقدس وسبحانه وتعالى عما يقول الظالمون بأنه : (شاب أمرد) (أجعد) (له نعلان من ذهب) وأن له (فخذا) و(لهوات وأضراسا) وأنه (استلقى ووضع رجلا على أخرى) .. إلخ ما يأفكون.
أول من طبع هذا الكتاب وأخرجه للعلن هو شخص كويتي يلقي المحاضرات الدينية في الكويت والبحرين وغيرهما ! وهو وأصحابه يعدون هذا الكتاب يمثل منهج السلف الصالح !
طُبع جزءان من هذا الكتاب أول مرة سنة 1410هـ وبعد طباعته بشهور قليلة حدث غزو الكويت.

صورة غلاف الكتاب


دار الطبع



هذه الجماعة التي طبعت هذا الكتاب وتتبنى هذه الأفكار قد عملت في حقل الدعوة إلى طريقتها لعقود، استدرجت خلالها إلى مفاهيمها الجماهيرَ الغفيرة، ووصلت بعد مدة بعصبية هذه الجماهير وبالدعم السياسي والمالي إلى مراكز القرار ـ فلم تعد الكويت ذلك البلد المالكي الأشعري كسابق عهده ـ فلا يستغرب إذن أن تنظر تلك الفئة إلى العلامة سعيد فودة الشافعي الأشعري المنـزه على أنه عدو لتوحيدهم الحشوي.

إن بلدا يحاضر فيه محقق كتاب الشاب الأمرد بكل حرية على أنه يمثل العقيدة الصحيحة لا بد وأن ينظر نتاجه إلى سعيد فودة كخطر على أفكار توحيد الشاب الأمرد وفخذه ولهواته وأضراسه .. ولقد كان لنا في البحرين نصيب من محاضرات مروج هذا الكتاب أيضا لإنشاء جيل متمسك بالسنة ! :  

 


إذن لا محل للاستغراب والاندهاش من منع الشيخ سعيد من المحاضرة في الفقه أو التوحيد لأن المانع شخص نافذ ينتمي فكريا إلى جماعة الشاب الأمرد، أو يجاملها على أقل تقدير، ولا شك أن الشاب الأمرد وتنـزيه الخالق سبحانه وتعالى لا يجتمعان ولا بد وأن يصطرعا إلى يوم القيامة اصطراع الباطل والحق، وعلى كل حال فقد ألقى الشيخ سعيدٌ درسه على محبيه أهل السنة والجماعة ولا يزال في هذه اللحظات يجيب على أسئلتهم عبر وسائل الاتصال الحديثة، فما عاد هذا زمن منع ولا صد، وقد زوى الله العوالم في قرية صغيرة تَرى أقصاها كما ترى أدناها، ذلك لتقوم حجة الله على العالمين، ومن الله التوفيق.