السبت، 26 أكتوبر 2013

إلى السلطان في دار السلام بروناي








الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وبعد ..

صاحب الجلالة/

السلطان المعظم حسن بلقيه سلطان دار السلام (بروناي)
حفظه الله ورعاه وسدد خطاه وخلد ملكه على الدوام آمين ،،،

تلقى العالم الإسلامي النبأ السار المفرح بقراركم إنفاذ حدود الله تعالى في دار السلام ـ سلمها الله على الدوام ـ وبالرغم من أن (بروناي) بعيدة عن بلاد العرب ومهد الإسلام إلا أنها ـ وبفضل إخلاص جلالتكم ـ سبقت أكثر بلاد الإسلام إلى إرجاع حدود الله تعالى التي عطلها الغزاة من الكفار في القرن الماضي وما قبله ..

يا صاحب الجلالة إننا كنا نسمع من بعض حكام المسلمين رغبتهم ونيتهم في تحكيم الشريعة الإسلامية ولكن وياللأسف لا نجد لتلك النوايا الجهرية ما يصدقها في الواقع، ولكن جلالتكم حفظكم الله تعالى أثبتم للعالم الإسلامي كله أنكم أهل صدق وإخلاص ومحبة لشريعة الإسلام ..

يا صاحب الجلالة إن الذي هداكم إليه الله تعالى من إنفاذ حدود الله في دار السلام نعلم علم اليقين أنه لا يجر لشخصكم العظيم ولا لدار السلام أي منفعة دنيوية متعلقة ببلاد الكفار غزاة الأمس ورؤساء ما يسمى بمنظمات حقوق الإنسان اليوم، تلك المنافع التي يلهث وراءها كثير من حكام المسلمين، ومع ذلك فإنكم لم تلتفتوا إليهم جميعا وكانت همتكم في رضى الله تعالى ..

يا صاحب الجلالة إننا لما كنا من حملة علوم الشريعة الإسلامية من أهل السنة والجماعة، وكنا ولا نزال ممتلئين من الغيرة على الإسلام والمسلمين، ورأينا أنكم تسعون في إعلاء شأن حدود الله ومرضاة الرب سبحانه وجدنا لزاما أن نتقدم إلى عظمتكم بأسمى آيات الحب والاحترام والتقدير والشكر، مقبلين أياديكم، وناظرين بعين الإجلال والتعظيم لحميد مساعيكم، داعين الله تعالى أن يحفظكم ويحفظ ملككم ويسدد خطاكم على الدوام وأن يحميكم ودار السلام من كيد كل كائد وحاسد ..

كما ندعوه سبحانه أن يوفق ملوك الإسلام وسلاطينه وحكامه إلى ما وفقكم إليكم ويشرح صدورهم لما شرح إليه صدركم إنه ولي ذلك والقادرعليه، آمين آمين والحمد لله رب العالمين .


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 


إلى السُّلْطَانِ في دَارِ السَّلاَمِ


الأحد، 20 أكتوبر 2013

رثاء شيخ الشافعية أحمد الدوغان رحمه الله تعالى









زِرّ المَنِيّةِ لا يَنْبُو لِذِي شان
 مُصَمِّمٌ حاصدُ القاصين والدّاني

لو كان مُتّئِداً في الصالحين لما
 مات النبيُ وأتباعٌ بإحسانِ

كم أَنْشَبَ المَوتُ في حِبٍّ مخالبَه
 فما ضَعُفْتُ ولا والله أبكاني

لكن ما دَهَم اﻷحساءَ معضلةٌ
 فَتْقٌ وثَلْمٌ ولا رافٍ ولا باني

فيالَهُ نَبَأً ذاك الذي انفطرت
 له القلوبُ وصُمّتْ منه آذاني

لما تَصَدّعت اﻷحساءُ صارخةً
 مات الذي بعلوم الدين أحياني

مات ابنُ إدريسَ مات الرافِعِيُّ به
 مات الجُوَيْنِيّ والشيخُ ابنُ خَيْرانِ

مات الغزاليّ واﻹحياءُ مُنْتَحِبٌ
 مات النّواوي والمنهاجُ كالعاني

بموته  قد قضى القاضي ومنهجُه
 مات السيوطيّ مات الهَيْتَمِي الثاني

مات الشهاب أبو اﻷحساء عالِمُهم
 الشيخُ أحمدُ عبدِ الله دُوغانِ

شمسُ المعارف في اﻷحساء قد غَرَبَت
 بَدْرُ الدّجى غاب عن صَحْبٍ وإِخْوَانِ

شهاب حق وأنوار قد انطفأت
 منه الفوائدُ يا قومي وخِلاّني

فذلك الخطب لا شيءٌ يعالجه
 يا شافعيةُ أعياكم وأعياني

فلا مُجِيرَ من الداء العُضَال ولا
طبيبَ ينفعُ مِن إنسٍ ومِن جَانِ

ولا مَرَدّ له هيهاتَ قَدْ قُضِيَتْ
 به المقاديرُ مِن رَبٍّ ودَيّانِ

فأعْظَمَ الله أجْرَ المسلمين به
 والشافعيةِ مَعْ أهلٍ وجِيرانِ

وأَخْلَفَ اللهُ في عبدِ اﻹله وفي
 آل الخطيب وأشباهٍ وأَقْرانِ

يا رحمةَ الله للدوغان مغفرةً
 باسم الكريم وحَنّانٍ ومَنّانِ

ــــــــــ
زر المنية : أي حَدّ المنية تشبيها لها بالسيف.
ينبو : نبا السيف أخطأ.
متئدا : أي متمهلا.