الاثنين، 8 فبراير 2016

محمد عبد الرحيم جاد لسان عربي مبين



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد ..

أتذكر جيدا ليلة من الليالي وقد جفاني فيها النوم وبقي على انفلاق الفجر ساعة أو اثنتان، فعمدت إلى قنوات التلفاز أقلبها، فإذا بقناة البحرين تذيع درسا مسجلا في السيرة النبوية العطرة ..
تريثت قليلا أستمع إلى ذلكم الشيخ الأزهري بزة ولونا، والذي أراه لأول مرة، فأعجبتني فصاحة لسانه، وجزالة ألفاظه، وحسن بيانه، وسيلان كلماته كأنها الغيث المدرار، لا تكاد تعجزه كلمة، ولا تند عنه مفردة يطلبها، ترتسم المعاني في ذهنه ارتجالا، فلا يلبث أن ينزع لها من كلام العرب، وكأنه يغترف من القاموس المحيط كما يحفظ أحدنا فاتحة الكتاب العزيز !
كنت وأنا أستمع إليه، يخيل إلي أنه الأستاذ الكبير محمد أبو زهرة، فقد كانت صورته تشبه الصور التي رأيناها للأستاذ أبي زهرة في امتلائه واستدارة وجهه .. ولولا علمي بتقدم وفاة الشيخ محمد أبي زهرة لقلت هو هو.
انتهى الدرس دون أن أشعر بالوقت، وأخذني الفضول لمعرفة المتحدث، وللأسف الشديد لم يُذَع اسمه، ولم أجد أحدا يعرفه عندنا، ـ كان ذلك قبل نحو 26 سنة ـ .
وقبل نحو عشر سنين رأيت له تسجيلات في السيرة النبوية في المعهد الديني في أشرطة قديمة ضمن مكتبتها لا أدري إن كانت لا تزال موجودة فيها أم ضاعت، فتذكرته بها ولم أعرفه أيضا، وقبل نحو ست سنوات رأيت للشيخ تسجيلات جديدة لم أكن رأيتها من قبل فعرفته وتذكرته ـ وكان قد شاخ وتقدم به السن ـ وعرفت أنه الشيخ العلامة السيد :

محمد عبد الرحيم بن جاد بدر الدين المصري الحسيني الأزهري

لم أشرف بلقائه بنفسي وإن كان لقيه عدد من تلاميذي وانتفعوا به، فكأنني بذلك قد لقيته وأخذت عنه ..


وفي صباح الأمس (الأحد 28 من ربيع الثاني 1437هـ) فاضت روحه الطاهرة إلى باريها فإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا تزال كلمات الرثاء للفقيد تتوالى من كل حدب وصوب، رحمه الله تعالى وأسكنه جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالين وحسن أولئك رفيقا، والحمد لله رب العالمين . 

كلمة في رثائه لأحد العارفين بمقامه

ترجمة الفقيد بقلم الشيخ يحيى الغوثاني