الخميس، 26 أبريل 2012

المقامة الأقطية

المَقامَة الأقِطِيَّة


صورة الأقط

لما قفلت راجعا من عَمَّان، في غابر الزمان - ووجهتي البحرين بلادي، وموطن نشأتي وميلادي - حطت بنا طائرة الراحة الضرورية، في مطار إحدى الإمارات العربية، وفي جعبتي من الزمان، ساعتان، فحدثتني نفسي الأمارة ـ والوقت ميسور ـ بزيارة سوق الإمارة المشهور، وكنت تذكرت صنفا من الأقط بيع في البحرين منذ أمد، تعزى صنعته إلى هذا البلد، فعقدت العزم على ابتياعه، من أهله وصُناعه، فاكتريت سيارة تتدفق في الزحام كالسيل، وتركض ركض الأيل، وفي خلوّ الطريق كالبروق، وإذا هي في خاصرة السوق، فترجلت وتجولت في أمده، إلى أن حللت في كبده، والهواء مضجر حارّ، والعرق مدرار، مع أن سراج السماء منطفئ، ورداء الليل علينا منكفئ ..

ومع أني سرت في السوق مليا، فما رمقت عربيا ! ولم أر في الجامع إلا القليل، من أبناء السودان والنيل، وكلما ذكرت الأقط قالوا، ما سمعنا به قط ومالوا، لأنه إنما تعرفه العرب قوتا وحرزا، ولست أحس منهم من أحد أو أسمع لهم ركزا !! فأنشدت :

فأين السبيل وأين الدليل؟ * وأين الطريق وأين المفر؟

وفي كل السوق عرضه وطوله، لم أحظ بمثوله، ولا ترى إلا بني "راجو" ومن في فلكهم ماجوا، ويؤنسك أن ترى أبناء الإسلام من أهل خير الله، التي يسمونها "كيرلا" وأما العرب فلا إله إلا الله، وسبحان الله، وتذكرت قول القائل:

كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا * أنيس ولم يسمر بمكة سامر

وبينما أكابد قرصات الدقائق وأعاني، وأعالج المرارة من لدغ الثواني، إذا بياض ثياب من بعيد تتلألأ وتلمع، وبأنوار العروبة تنضح وتسطع، وكأني بنور ذلكم الشال، قد طوقه سواد العقال، فهرعت إليه أشتد، ولسان حالي قد أنشد :

يا ناق سيري عنقا فسيحا * إلى سليمان فنستريحا

فلما أتيت سليمان المقام، حييته بتحية الإسلام، فأجاب بالجواب المريح، واللسان الفصيح، فطفقت أشكو إليه انقراض العرب والأعراب، وكأنهم سراب، فلم يتكلم، لكنه تضجر وتألم، وهز رأسه قرفا، كأنه يقول وا أسفا، ثم سألته عن الأقط أين مصطنعه ومشتراه؟ وكيف ألقاه؟ فرفع كلتا يديه وقال:       

((كلام هذا إنتا أنا ما في معلوم)) !

فرجعت القهقرى، وبهت كأني لا أسمع لا أرى، ولم أزد على أن سلمت ومضيت تلفني الأحزان، ويضيق صدري ولا ينطلق اللسان، وعافت نفسي الأقط مما رأيت وسمعت بالمرة، واستشعرت الحسرة، وعدت أدراجي إلى المطار مشدوها، أقول في نفسي : 



يالله ما لهذه البلدة؟ أين أهلوها؟ أين ذهب ناسها، وأصلها وأساسها؟ أهجروا البلاد؟ أأفناهم الجلاد؟ أطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون؟ فإنا لله وإنا إليه راجعون.

وبعد عشر سنين من قصة الأقط الحزين، وبينما كنت أجول في شوارع المنامة، تذكرت قصة الأقط في حسرة وندامة، لا أدري كأن القصة المُرَّة قد رجعت كَرَّة، فأنشدت أقول:

يالنجد وتهامة ** يالأصحاب الشهامة
هذه والله كبرى ** من علامات القيامة
مُسِخَ العُرْبُ هنودا ** نسأل الله السلامة
هذه بومبيْ أو دِلـ ** هيْ، وليست بالمنامة

السبت، 14 أبريل 2012

سؤال أخبار الخليج حول تخريب برادات جواد وجوابه


بسم الله الرحمن الرحيم

نص السؤال الوارد:

الموضوع خاص بتدمير أسواق 24 ساعة ونريد معرفة رأي الدين فيما يحدث ..

الجواب :

قد أجبت عن مثل هذا مرارا، وأقول هنا :

التخريب والتدمير لأموال الناس والإضرار بمصالحهم المشروعة لا يجوز باتفاق أهل العلم، ولو جاز شيء من ذلك ففي صور محدودة يعرفها أهل الفقه، وهي خاصة بالعقوبات التعزيرية التي يوقعها الحاكم أو نائبه في صور محدودة كأن يتجاهر مسلم ببيع الخمر فيأمر ولي الأمر بتكسير أواني الخمر مثلا، فهذه حالات خاصة غير ما نحن فيه الآن من التخريب والتكسير والإضرار بمصالح الناس دون إذن من الحاكم ودون موجب له مطلقا ..

فمحلات جواد المعروفة ليست لبيع الخمور ولا المحرمات، وإنما هي لبيع المأكولات والمشروبات والمطاعم الحلال، وما يلحق بها مما يشرع استعماله، فما هو المسوغ لهذا التخريب والتكسير؟!

إنا نعلم ما يحتج به بعض الناس، ونفهم ما يستندون إليه في أفعالهم هذه، ونقول لهم:
ليس شيء مما تذكرونه بمجوز ومحلل لهذا التخريب، ولسنا غافلين عما تشيرون إليه من علاقة هذه المحلات بالأنشطة السياسية التي جرت في العام الماضي، إنا نفهم هذا، ومع ذلك نقول :
لو ثبتت هذه العلاقة لما كانت مسوغة لهذا التخريب والنهب طبقا لأحكام الشريعة الإسلامية وما قرره الفقهاء، لأن من بغى وخرج على ولي الأمر فالتعامل معه يكون بالدفع فقط ما أمكن، ولا يُتبع المدبر ولا يُذفف على جريح ولا تغنم أموالهم، ولهم ولبيوتهم وأموالهم وأعراضهم حرمة المسلم، وأما بعد تفرقهم واندفاعهم فلا يشرع التعرض لهم مطلقا باتفاق ..

هذا حال من حمل السلاح وقاتل بالفعل، فكيف من لم يحمل السلاح أصلا؟
أم كيف يكون الحال بعد استتباب الأمن وتفرق المحتجين؟

لا شك أنه لم يبق مسوغ لهذا الفعل أبدا ..

وقد فصلنا الكلام على أحداث الفتنة الماضية في بحثنا (رد السنة والشيعة إلى سماحة أحكام الشريعة) وهو منشور على الشبكة لمن أراد الاطلاع عليه :


وكما نقول بأن هذا التخريب محرم فكذلك القول في غلق الشوارع وصب الزيت فيها أو إحراق الإطارات أو تفجير الإسطوانات فيها، لأن هذا من شأنه تخويف الناس وصرفهم عن هذه الأمكنة وتعطل هذه الشوارع، وهذا فيه من الإضرار بمصالح التجار ما فيه، بحيث يتكبدون الخسائر العظيمة بسبب هذه الأفعال، ناهيك عن الترويع، والازدحام، وتأخر الموظفين عن العمل، وغير ذلك من الأضرار المترتبة على مثل هذه الأفعال، فهذا أيضا فيه من الضرر ما لا يقل عن الضرر الحاصل لمحلات جواد، فالواجب الكف عن هذه الأعمال مطلقا، بل يجب على كل من نهب شيئا أن يعيده بعينه أو بقيمته بأي وسيلة، فهو مال منهوب محرم ..
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومعالجة الأمور لها وسائل غير هذه ينبغي سلوكها، هذا والله تعالى أعلم.        

تنبيه :
كان المتوقع نشر هذا الجواب في تحقيقات اليوم، ولكن لم يتم نشره:

الخميس، 12 أبريل 2012

التذكير بملف التنصير في البحرين (2)

بين يدي الجزء الثاني :

في الجزء الماضي ناقشت كلام الأخت وفاء جناحي، والذي كان ظاهره يتجاوز ضرورة أول أركان الإسلام (شهادة ألا إله إلا الله محمد رسول الله) والتي هي مفتاح النجاة، دل على ذلك الكتاب والسنة وإجماع الأمة الإسلامية، فحرَصْت على نقل كلامها من مقال آخر لها لتوضيح أن الأخت مسلمة وتفخر بإسلامها كما صرحت، ولكنها تتصور أن من تنافح عنهم ليسوا مشركين بالله! وقد نقلت لها حقيقة معتقدهم ونص كلامهم الصريح والواضح في ألوهية المسيح ..
ولكن الكاتبة لم تتعرض لموقف هؤلاء الذين تحسن الظن بهم من خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله على وسلم، فحَكَمَت لهم بالنجاة لمجرد أنها ظنتهم غير مشركين، مع أن هذا لو صح غير كاف حتى يؤمنوا بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا، ولا أدري هل كانت تحسن الظن بهم أيضا متوهمة أنهم يؤمنون بنبوة سيدنا محمد ؟! أم أنها لا تعلم أن الإيمان بنبوته ضروري للخلاص والنجاة ؟! وماذا عن موقفهم من القرآن الكريم ؟! هذه قضايا لم نتطرق إليها مع خطورتها البالغة لأنها مرحلة لاحقة، فلا فائدة من الكلام عليها الآن حتى ننتهي من إقناع الكاتبة بضرورة الركن الأول وهو التوحيد للخلاص والنجاة، وأن من نافحت عنهم ومدحتهم ليسوا موحدين بل معتقدين لألوهية بشر وهو المسيح عليه السلام، ولهذا اقتصرت في مناقشتي على أن أبين لها خطأ ظنها في هذا الجانب على الخصوص.

خطة التنصير القديمة وتطورها :

كان المنصرون يواجهون المسلمين بطريقة مكشوفة، ويعرضون عليهم مباشرة الإيمان بعيسى ربا ومخلصا !! هكذا بكل صفاقة، والنتيجة بلا ريب كانت مخيبة لآمالهم دائما، وقبل أكثر من 100 عام تغيرت الخطة التنصيرية، إذ صرح المنصر الأمريكي الشهير ـ والذي استقر في البحرين مدة طويلة ـ صوموئيل زويمر بكلام خطير في أحد مؤتمرات التنصير العالمية سنة 1910م قال فيه:



((لقد جربت الدعوة إلى النصرانية في أنحاء الكرة من الوطن الإسلامي؛ وأن تجاربي تخوّلني أن أعلن بينكم على رؤوس الأشهاد أن الطريقة التي سرنا عليها إلى الآن لا توصلنا إلى الغاية التي ننشدها . فقد صرفنا من القوت شيئاً كثيراً، وأنفقنا من الذهب قناطير مقنطرة، وألفنا ما استطعنا أن نؤلف، وخطبنا ما شاء الله أن نخطب، ومع ذلك فإننا لم ننقل من الإسلام إلى النصرانية إلا عاشقاً بَنَى دينَه الجديد على أساس الهوى، أو نصاباً سافلاً لم يكن داخلاً في دينه من قبل، حتى نعده قد خرج عنه بعد ذلك، ولا محل لديننا في قلبه حتى نقول إنه دخل فيه .
ومع ذلك فالذين تنصّروا، لو بيعوا بالمزاد لا يساوون ثمن أحذيتهم، فالذي نحاوله من نقل المسلمين إلى النصرانية، هو أشبه باللعب منه بالجد، فلتكن عندنا الشجاعة الكافية لإعلان أن هذه المحاولة قد فشلت وأفلست. وعندئذ يجب علينا قبل أن نبني النصرانية في قلوب المسلمين أن نهدم الإسلام من نفوسهم، حتى إذا أصبحوا غير مسلمين سهل علينا أو على من يأتي بعدنا أن يبنوا النصرانية في نفوسهم أو في نفوس من يتربون على أيديهم. إن عملية الهدم أسهل من عملية البناء، في كل شيء إلا في موضوعنا. لأن هدم الإسلام في وجدان المسلم معناه هدم الدين على العموم، وهى خطة مخالفة لما ندعو إليه، لأنها خطة إلحاد وإنكار للأديان جميعاً، ولكن لا سبيل إلى تخليص المسلمين من الإسلام غير هذا السبيل)) اهـ.

ويقول هذا المنصر أيضا:

((إن مهمة التبشير التي ندبتكم دول المسيحية للقيام بها في البلاد المحمدية، ليست هي إدخال المسلمين في المسيحية؛ فإن في هذا هداية لهم وتكريماً. إن مهمتكم أن تخرجوا المسلم من الإسلام، ليُصبح مخلوقاً لا صلة له بالله، وبالتالي لا صلة تربطه بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتها، وبذلك تكونون بعملكم هذا طليعة الفتح الاستعماري في الممالك الإسلامية. لقد هيأتم جميع العقول في الممالك الإسلامية لقبول السير في الطريق الذي سعيتم له، ألا وهو إخراج المسلم من الإسلام ..)) اهـ.

هذا اعتراف شهير وخطير من أشهر المنصرين في العالم قبل ما يزيد على 100 عام، وأنا أظن أن زويمر يعكس بهذا فشله الفاضح في البحرين على الخصوص والتي كانت واقعة تحت سيطرة الإنجليز كليا، وكانت مقر بعثته التنصيرية، ومع هذا لم يفلح في مسعاه في هذه البلدة الطيبة.


وبعد عقود من الزمن يشهد المؤرخون بأن المنصرين في البحرين قد فشلوا فشلا ذريعا.
يقول المؤرخ الريحاني ـ وهو نصراني ـ في كتابه "ملوك العرب" عن المنصرين في البحرين:

(وهم في مدة خمسين سنة لم يتمكنوا من هداية خمسة من المسلمين فما الفائدة من التبشير إذن)

البحرين بعد 100 عام من خطة التنصير :

البحرين بلدة طيبة مسلمة مستمسكة بدينها، كانت كذلك إلى عهد قريب، وكان لا بد للمنصرين من سلوك خطة زويمر الثانية، وهي هدم الإسلام في نفوس المسلمين، وتحطيم أخلاقهم ..

وخلال 100 عام إلى اليوم طور المنصرون خطة زويمر هذه، وعرفوا كيف يستغلون الحروب، والمجاعات، والكوارث، والنكبات، والفتن الطائفية، وكيف يتلونون ويظهرون في مظاهر جديدة ومنظمات وجمعيات للعدل والإنسان والمرأة والاقتصاد الحر .. ومختلف التسميات .. وكيف يتحكمون في وسائل الإعلام والتكنلوجيا، وكيف يستغلون الأيتام والمرضى وذوي الفاقات والعاهات، وكيف يتاجرون بالعري وجسد المرأة والغراميات .. لقد شوهدوا ينشطون في كل هذه الحالات، ويزداد تركيزهم في الدول الغنية والخليجية على بث الفسق والفجور وترويج الأفكار الإلحادية والهدامة وتحطيم القيم الأخلاقية، وهذه هي مرحلة الهدم التمهيدية، وهم يعملون في سرية وتكتم وهدوء، ومن أشد ما ابتكروه لإبعاد المسلمين عن دينهم إنشاء المدارس الخاصة حيث يتمكنون من التحكم فيها !! وحيث لا أثر للمبادئ الإسلامية، وستكون بيئة خصبة لعزل الناشئة عن محيطهم الإسلامي ووضعهم في حاضنة جديدة بعيدة عن أفكار الإسلام، قريبة من أفكار النصرانية ..

إن نظرة عابرة على مدارس البنين والبنات، والأسواق والمجمعات، والمؤسسات والأندية في البحرين .. لكفيلة بإثبات التغير الكبير الذي طرأ على البحرين في الحقبة الأخيرة، وهو تغير يعكس تأثرا وافتتانا بالغا بالغرب، يتمثل بوضوح في التقليد الأعمى لكل بدعة غربية، فهل معنى هذا أن البحرين باتت مستعدة للتنصير ؟؟

تقرير عبارة عن قطرة من مطرة :

هذا التقرير الصغير بعثه إلي بعض الدعاة إلى الله تعالى، وهو متواضع جدا مقارنة بالواقع، بحيث يعتبر هذا التقرير لا شيء أبدا أمام أي بحث استقرائي آخر .. بل يمكن إعداد مجلدات ضخمة في هذا الباب .. وقد كُتب هذا التقرير بعد شهر مايو من سنة 2009 ولكن النزر اليسير الذي فيه يكفي لإعطاء فكرة جيدة عما نحن عنه غافلون، وقد رأيت أن أعرضه على إخواني المسلمين لينتبهوا من غفلتهم، وسأنقل جُلَّ ما ورد في هذا التقرير، يقول التقرير :

·  نشرت جريدة الأيام البحرينية بتاريخ الأول من مايو 2009 أن أمريكية تهجمت على النبي صلى الله عليه وسلم أثناء محاضرة لها في إحدى الجامعات الخاصة، وبالتحقيق ثبتت التهمة عليها وعلى أمريكي معها، ومع أن العقوبة تقضي بسجنهما لكن سمح لهما بالفرار !!
·  وفي نفس هذا التاريخ أذاعت قناة الجزيرة على مدى أيام فلما صوره أحد الجنود الأمريكيين بخصوص قيام أفراد من الجيش الأمريكي بنشر أناجيل مترجمة في أفغانستان، والفيلم يظهر محاضرة تنصيرية ..
·  ارتداد شخص مسلم واعتناقه النصرانية علنا في أفغانستان حسب إذاعات العالم ..
·  اكتشاف شبكة من كوريا الجنوبية للتنصير في أفغانستان منذ أول أيام الغزو الأمريكي ..
·  علماء أفغانستان يقدمون شكاوى مستمرة من خلال القنوات كالجزيرة من مشكلة انفلات الشباب الأفغاني والبعد عن الدين ! وهي مقدمات الخطة التنصيرية ..
·  صحفي مصري يتم تعميده (طقس الدخول في النصرانية) على يد بابا الفاتيكان، والفيلم موجود على يوتيوب.
·  بدأت حملة مكثفة على الإنترنت لتنصير الشباب المسلم المتحدث بالإنجليزية ومازالت. (أسماؤهم موجودة لدينا)
·  ظهور عدد من المرتدين عن الإسلام إلى النصرانية على الإنترنت والقنوات بهدف الهجوم على الإسلام ومنع انتشاره !! مثل وليد شعيبات ونوني درويش والتي كان والدها أحد أبطال الجيش المصري.
·  مدرس أوروبي في إحدى المدارس الخاصة في البحرين يقول للطلاب في درس اللغة الأجنبية أن (الله) ليس اسم الإله بل هو من صنع البشر. (المعلومات متوفرة لدينا)
·  كتاب الدراسات الاجتماعية الذي يدرس في بعض مدارس البحرين الخاصة يحمل مغالطات تاريخية ودينية. (هناك تقرير خاص عنه)
·  ملاحظات على المدرسين الأمريكيين في البحرين والسعودية. (تتوفر لدينا الأدلة التي تكشف اتجاهاتهم التنصيرية)
·  قيام المنصرين من كل الجنسيات بزيارة مركز أحمد الفاتح في البحرين لكي يتدربوا. (بعضهم يتحدث العربية) !
·      زيارة المنصرين للسجون في البحرين ثلاث مرات كل أسبوع !
·  زيارة المنصرين لمستشفى السلمانية وإعطاء المرضى المسلمين تماثيل المسيح. (شاهدة عيان)
·      منصرة تحاول تنصير خادمة مسلمة تعمل لدى أسرة بحرينية. (البيانات متوفرة)
·  فتاة تونسية اصطحبها أبوها إلى مركز الفاتح بالبحرين لتعرضها لمحاولة تنصير.
·  سيدة مصرية متزوجة من ألماني مسلم يتعرضان للتشكيك من أربعة مسيحيين : ألمانيان ومصريان. (البيانات متوفرة)
·      سيدة أندونيسية كادت تخرج من الإسلام بسبب عملية تنصير. (البيانات متوفرة)
·  شاب بحريني شيعي تعرض لمحاولة تنصير من قبل أمريكية ولجأ لبعض الدعاة، وقد قال الشاب : "إن الشيعة والسنة منشغلون بحرب بعضهم بينما الشباب يتم تنصيرهم في الجامعات". (البيانات متوفرة)
·  شاب بحريني كان معروفا بالالتزام وطلب العلم ثم تغير تماما وبدأ يردد شبهات المنصرين. (البيانات متوفرة)
·  زوجة هندية ـ تعاني من مشاكل زوجية ـ تعرضت للتنصير من أمريكي. (البيانات متوفرة)
·  شاب بحريني يدرس في إحدى الجامعات الخاصة في البحرين وجد كتبا تنصيرية في قاعة المحاضرة. (البيانات متوفرة)
·  إيطالية تتبنى فتاة صومالية وتعمل على تنصيرها مصرحة بأنها تعمل على ذلك بالحب لا بالسيف !
·  منصرة اسمها "جوديث" تزور جامع الفاتح في البحرين مع أطفال من فريق الكشافة ورفضت احترام الجامع بارتداء الزي الشرعي ثم بدأت بمحاولة تنصير بعض النساء وسجلت عبارات من الكتاب المقدس في دفتر الزيارة. (البيانات متوفرة)
·  حملة في الغرب لتبني أطفال المسلمين الفقراء لتنصيرهم عن طريق الأغنياء والمشاهير في الغرب مثل مادونا وجون مكين مرشح الحزب الجمهوري، وقد تم كثير من ذلك بمساعدة الراهبة تريزا !
·  أذاعت الجزيرة أن سيدة من تنزانيا تناشد المسلمين مساعدتها ماديا لأنها تربي حوالي 100 يتيم من أبناء المسلمين الذين أنقذتهم من ملاجئ المنصرين.
·  مؤسسة مسيحية في مصر تتبنى مشروعا لانتشال أطفال الشوارع من الضياع حسب الأهرام المصرية.
·  ضجة إعلامية عن قيام فرنسيين بخطف أطفال مسلمين من تشاد تدخل فيها الرئيس التشادي نفسه لمنع طيارتهم من السفر.
انتهى التقرير الصغير، وللبحرين فيه نصيب كبير.

والمزعج حقا أن هذا غيض من فيض !! وأن كل هذه البيانات التي اشتمل عليها التقرير حدثت في فترات متقاربة جدا !!! وأن هذا كله ما تم رصده في العلانية دون تكلف البحث عنه !!! فإذا كان الحال هكذا في زمن قريب وفي العلانية ودون تكلف وفي أماكن محدودة، فكيف يكون الحال لو تكلفنا إحصاء ما يجري في السر والعلن خلال سنوات في بلاد الإسلام وغيرها؟؟؟

إلى هذه اللحظة لا توجد أي نشرة معلنة لرصد حركات المنصرين في البحرين، ولم نشاهد بعد أي بحث أو دراسة حول هذا الموضوع في البحرين.

مثال تنصيري صارخ بين يدي :

أعرض هنا للمسلمين ـ وللأخت وفاء جناحي خاصة ـ مثالا صارخا على الكفر والشرك بالله تعالى يُنشر هنا في البحرين باسم التنصير والدعوة إلى عبادة يسوع المسيح في غفلة من المسلمين .. حتى تعرف الأخت الكاتبة ماذا يريد هؤلاء بالتحديد ..



"جوش ماكدويل" منصر أمريكي مشهور، كانت له مناظرة مشهورة مع أحمد ديدات، وقد ذكره ديدات في كتابه : (أساقفة إنكلترا وألوهية المسيح) قال عنه:




ألف هذا المنصر كتبا عديدة في اللاهوت المسيحي، ومن بينها كتابه (نجار وأعظم) :



وصلتني نسخة من هذا الكتاب ومعها رسالة أعرضها عليكم بصورتها :


هذا ما يحدث في البحرين ونحن غافلون، هناك فلل في الجفير هي عبارة عن كنائس، هناك بحريني كان مسلما وتنصر !! هناك استهداف واضح لفئات وأماكن بعينها، وكتاب المنصر جوش ماكدويل يوزع فيها وفي المجمعات والجامعات، ويستهدفون فئات معينة من الناس، فما الذي يدعو إليه جوش في كتابه هذا؟؟؟

أعرض عليكم أمثلة ثلاثة من هذا الكتاب وأدع الحكم لكم :





وهذا غيض من فيض .. والخلاصة أنها دعوة لاعتقاد أن المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام هو الله !! تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ..

إذن فهؤلاء القوم ـ كما رأيتم ـ لا يعبدون الله الواحد المنزه عن الصاحبة والولد والذي لا يشبه شيئا من المخلوقات، وهو ما يؤكد للأخت وفاء خطأ تصورها عنهم أنهم لا يشركون بالله تعالى ..

قد يقول قائل : إن سخافة كهذه التي يعرضها جوش ماكدويل لا تنطلي على مسلم يعرف مبادئ الإسلام؟؟
فنقول له : إن هؤلاء لا يستهدفون أئمة المساجد ورجال الدين الإسلامي، هؤلاء يستهدفون نوعا من الناس يشعرون بأنهم لم يحظوا بتعليم إسلامي جيد بسبب المدارس الخاصة أو التعليم الغربي أو لظروفهم الخاصة كاليتامى والفقراء أو من يحتاجون لمد يد العون كالمنكوبين والمظلومين الذين قد يميلون إلى من يعينهم ..

وعلى كل حال فما من شك أن جهود المنصرين في كل مكان تعتمد على فكرة إقناع الناس بألوهية المسيح، ولا شك أن هذه الفكرة شرك وكفر واضح وصريح، وهو ما جاءت الأنبياء والرسل بمحاربته ودحضه، وهو ما نزل القرآن الكريم للتحذير منه ونهي الناس عنه ..
إن جهل المسلم بأوليات ومبادئ الإسلام يجعله فريسة سهلة للمنصرين والدعاة إلى الكفر والشرك، فلا يصح إسلامه حتى يؤمن بالتوحيد ويتبرأ مما سواه ..
ومن أشهر أسباب الجهل بمبادئ الإسلام ترك تعليم الأبناء وإهمالهم، أو الزج بهم في بعض المدارس الخاصة التي لا توفر تعليما إسلاميا كافيا فتعتبر بيئة خطرة على أبناء المسلمين.
كما أن التقصير في رعاية الفقراء وأيتام المسلمين يوقعهم في شراك المنصرين.
ويعتبر الظلم والاضطهاد من جملة أسباب نفرة المسلم من المسلم، ولجوء المسلم إلى ديار النصارى حيث يكون صيدا سهلا .
كما أن تقصير المسلمين في طبع وتوفير النشرات والمواد المضادة للنصرانية هو أيضا من أسباب انتشار التنصير ..

لقد أطلت في هذا المقال لأنني رأيت في كلام الكاتبة الأخت وفاء جناحي من حسن الظن برؤساء النصارى ما ذكرني بملف التنصير هذا، وأشعرني بأننا مقصرون في التوعية والتفهيم حتى خفيت حقيقة هؤلاء عن كاتبة مسلمة بحيث لم يتوفر لها تصور صحيح لأفكار المنصرين.

في الختام أدعو جميع المسلمين إلى أخذ الحيطة والحذر والاهتمام بأبنائهم وتعليمهم جيدا منذ الصغر وحدانية الله تعالى وعظمته وأنه ليس كمثله شيء وأنه منزه عن الصاحبة والولد .. إلخ فإن التعليم في الصغر كالنقش في الحجر.

والحمد لله رب العالمين، والسلام عليكم ورحمة الله.  





التذكير بملف التنصير في البحرين (1)


الرد على الكاتبة وفاء جناحي
والتذكير بملف التنصير في البحرين


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه .. وبعد ..

فقد بعث إلي أحد الإخوة برابط المقال المنشور بجريدة أخبار الخليج بتاريخ 8 أبريل 2012م  بعنوان :

(هذا هو ربي الذي أحبه وأعبده)


وطلب مني إبداء الرأي بشأنه، فطالعت المقال المذكور، وقد ذكرني هذا المقال بملف قديم ـ أنسانيه الشيطان ـ كتبت عليه (ملف التنصير) فيه أوراق قليلة، فها أنا ذا أعلق على بعض فقرات المقال بما فتح الله تعالى وأضمنه بعض ما اشتمل عليه ملف التنصير الذي نفضت عنه الغبار بعد مدة طويلة :

جاء في المقال:
((الله العظيم الغفور الحميد الذي يعلم ما في القلوب والنيات وأفعال البشر هل من الممكن أن يكون ظالما؟))

لا شك أن الله تعالى هو الحكم العدل، والظلم محال عليه سبحانه، ولكن هل من الممكن أن يتصدر الإنسان الضعيف للحكم على أفعال الله تعالى ومشيئته؟
من أين للإنسان الضعيف المحدود الذي لا يدرك أسرار نفسه ولا يدري ما في جوفه أن يحاكم أفعال الله تعالى ومشيئته؟
إن الكبر كل الكبر هو أن يتجاهل الإنسان ضعفه الفطري وقصوره الطبيعي لينصب نفسه حكما على الله تعالى مباشرة فيصفه بالظلم إذا وجد في أحكامه ما لا يروق له !! هذه أول كبوة في هذا المقال الذي يقرر منذ البداية أن الله تعالى إذا كان عادلا فيجب أن يكون كذا وكذا .. ! وكأن الله تعالى محتاج إلى تقييم أحد ! وكأنه حتى يفوز برضا هذا أو ذاك فيجب أن يخضع لتصوراتهم وتفكيرهم وما يحكمون به هم وما يقررونه للخالق سبحانه ! بينما المنطق الصحيح يقتضي أن الله تعالى هو الحكم والمقدر والمدبر لكل شيء وليس الإنسان، وإذا لم يجد الإنسان نفسه مرتاحا إلى حكم ما في شريعة الله تعالى أو مستوعبا لأسراره فليتهم نفسه، ثم ليروضها على تقبل أحكام الله كما يروضها على تقبل علاج الأطباء وإن كان مرا ..
إذا أعطينا لأنفسنا الحق في الحكم على مشيئة الله تعالى وتدبيره الذي قد لا نستوعب أسراره فإننا نرتكب حماقة شديدة جدا، فيكون مثلنا كمثل من يسمح لطفل صغير بنقد بحث علمي متطور لنيل درجة الأستاذية!

وجاء في المقال:
((هل يدخل الله العظيم الرحمن الرحيم إنسانا رائعا مثل (البابا شنودة) النار؟ وهو الذي أفنى حياته في عمل الخير..))

إن كاتبة المقال تعترف بأنها مسلمة وتفخر بذلك، ونحن نفهم من هذا الاعتراف أنها درست ـ ولا بد ـ أول مبدأ من مبادئ الإسلام وهو (لا إله إلا الله محمد رسول الله) أي لا يوجد إله حقيقي غيره تعالى، هذا هو المبدأ والأساس والركن الأول في الإسلام، فهل يمكن لمن آمن بهذا المبدأ حقا أن يتجاهله حينما يريد أن يحكم على شخص ما بالروعة؟
الشيء الرائع يعني البالغ أعلى مراتب الجودة، فهل من الجودة والروعة أن يعيش الإنسان حياته للدعوة إلى عبادة غير الله تعالى من البشر كالمسيح عليه السلام على أساس أن المسيح هو الله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا؟!!  كيف يصير شخص ما رائعا عندي ـ إذا كنت أنا مسلما ـ وهذا الشخص يهدم أعز مبادئ ديني وهو التوحيد وعبادة الله الواحد الأحد الذي ليس له زوجة ولا ولد؟؟
ربما تكون كاتبة المقال بالغت في حسن الظن جدا بعقيدة بعض الأصدقاء إلى درجة أنها تعتقد أنهم غير مشركين، فنراها تقول في مقالها بعنوان: (كل عام وإخواني المسيحيين بخير) ما نصه:
((إذا كنت أنا عبدته أرى حبهم وتمسكهم بعبادة الله وعدم الشرك به فهل خالقنا والعالم بكل الأمور لا يراها؟)) اهـ.

حينما نرى نحن سرابا يلمع من بعيد فلا ينبغي أن نعتقد أن الله تعالى يرى ذلك السراب كما نراه !! فليس من الضرورة إذا كانت الكاتبة لا ترى ما هم عليه من الشرك بالله أن يكون الله تعالى غافلا عما يعمل الظالمون، لقد أخبرنا الله تعالى بشركهم، فالواجب أن نكون نحن مصدقين لما أخبرنا الله تعالى وليس أن نجعل الله تعالى مصدقا لما نراه ونعتقده ..
فنحن نقول ربما لا يكون هؤلاء الأصدقاء الذين عرفتهم الكاتبة متدينين بالعقيدة المسيحية الكاثوليكية أو الأرثوذوكسية أو البروتستانتية، ربما هم شيء آخر، الله أعلم، ولكن من المعروف عن الدعاة من هذه المذاهب المسيحية أنهم يحاولون التدرج بالمسلمين إلى النصرانية بطريقة فيها الكثير من الدهاء والحذر فيبدؤون بالحديث معهم عن بعض المبادئ الأخلاقية والعدالة، ثم بتشكيكهم في بعض المبادئ الإسلامية .. وإلا فمما لا شك فيه أن هذه العقائد قد اشتملت على ما هو شرك بمعناه الواضح، أعني اعتقاد ألوهية المسيح عليه السلام !



وفي هذا المعنى بعينه والذي هو ألوهية المسيح ألف البابا شنوده نفسه ـ الممدوح في كلام الكاتبة ـ مجموعة من الكتب في اللاهوت متوفرة، وقد أكد فيها بكل وضوح وصراحة أن المسيح عليه السلام هو الله وأن الله هو المسيح !!! وهو ينتمي إلى عقيدة تصرح بأن مريم عليها السلام هي والدة الإله !! هكذا بكل وضوح.
وسأكتفي بثلاثة نصوص فقط من مئات النصوص من كتب البابا تؤكد ما تقدم، يقول:

((عقيدة كنيستنا القبطية الأرثوذكسية: السيد المسيح هو الإله الكلمة المتجسد ..)) انتهى من كتابه طبيعة المسيح وهو متوفر على الشبكة.



ويقول :
((لم يكن هناك حل لمغفرة الخطيئة سوى أن يتجسد الله ذاته ويموت)) الخلاص ص18

ويقول :
((أيها المسيح إلهنا)) الخلاص ص30

وفي كل كتبه يؤكد ذلك تبعا لعقيدة الكنيسة الأرثوذوكسية ..

فهل يمكن لمسلم ـ عرف مبادئ الإسلام ـ أن يحكم على اعتقاد كهذا بالروعة ؟ بالقطع لا يمكن، وما على كاتبة المقال سوى الاطلاع على مؤلفات البابا شنودة وغيره من آباء الكنائس الأخرى لترى بنفسها من هو الله عندهم، وحينها ستعرف أن الشرك بالله عقيدة راسخة لديهم.

وأما إن كانت الكاتبة تقصد الروعة من ناحية الأعمال الخيرية فهذه مسألة ثانوية لا يكون لها قيمة إلا إذا كانت مبنية على أساس إيماني صحيح، فلمن يتم تقديم هذه الأعمال؟ وباسم من تقدم؟ وما هو الهدف من تقديمها؟ هل الهدف التقرب إلى الله الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد؟ أم الهدف التقرب إلى المسيح أو غيره من المعبودات؟ إن ما يكون مقدما لغير الله تعالى فهو مردود على صاحبه، وهذا المبدأ من المبادئ الأولية في الإسلام، ولهذا قال تعالى عن أعمال المشركين : (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا) صدق الله العظيم.

والمفاجئ لكاتبة المقال أن البابا شنودة نفسه الذي تنافح عن أعماله أكد في مئات النصوص أن العبرة بالإيمان لا بالأعمال، وأن الأعمال دون إيمان لا فائدة منها، وهو يقصد بالإيمان المعنى الكنسي أي ألوهية المسيح وباقي الشروط الكنسية وليس الإيمان ـ بالمعنى الإسلامي ـ بالإله الواحد الذي ليس كمثله شيء والمنزه عن الزوجة والولد والصفات البشرية ..

فترى البابا يقول عن الإنسان أنه:
((مهما فعل من أعمال صالحة فلن تجديه شيئا بدون الإيمان بالمسيح)) الخلاص ص9

ويقول :
((لا يوجد خلاص إلا بدم المسيح، جميع الأعمال الصالحة مهما سمت، مهما علت، مهما كملت، لا يمكن أن تخلص الإنسان بدون دم المسيح.
لذلك فإن الأبرار الذين أرضوا الرب بأعمالهم الصالحة في العهد القديم، انتظروا هم أيضا في الجحيم إلى أن أخرجهم منه السيد المسيح بعد صلبه.
إن الأعمال الصالحة وحدها لا يمكن أن تخلص الإنسان بدون الإيمان بدم المسيح وإلا كان الوثنيون ذوو الأعمال الصالحة يخلصون بأعمالهم ‍‍!! حاشا. )) الخلاص ص17



ويقول:
((إن لم تدخل في هذا الموت، يلحقك الموت الثاني الذي هو العذاب الأبدي في بحيرة النار (رؤ 20: 14) وكيف تدخل في هذا الموت؟ كيف تشترك مع المسيح في موته؟ إن ذلك يتم بالمعمودية ..)) الخلاص ص28

ويقول:
((هنا نرى الحياة الأبدية متعلقة بالتناول من جسد الرب، بحيث أن الذي لا يتناول لا تكون له حياة، أي يهلك .. هل ممكن الخلاص بدون تناول؟ أقول كلا، لا يمكن ..)) الخلاص ص34

البابا يقرر بكل وضوح أن من لا يؤمن بالمسيح إلها وربا ومخلصا وأن دمه سال من أجل مغفرة الذنوب ومن لا يدخل في المعمودية فإن أعماله كلها لا تفيده !! فكاتبة المقال المسلمة لا تستحق الخلاص في عقيدة قداسة البابا مطلقا، لأنها لا تؤمن بالمسيح إلها وربا، كما أنها لا صلة لها بطقس المعمودية، ولا بطقس التناول، وبالتأكيد لا صلة لها بما يسمى (الأفخارستيا) ! ولا بأسرار الكنيسة، وهذه هي أركان الخلاص في عقيدة قداسة البابا ..
إذن فكاتبة المقال المسلمة هالكة لا محالة في اعتقاد قداسة البابا الذي تنافح عنه وتستبعد أن يزور بحيرة النار، مع أن قداسته نفسه يعتقد أن قدماء الأبرار من الأنبياء وغيرهم كانوا في الجحيم قبل المسيح !!!

إن الله تعالى الحكم العدل جعل الشرك به تعالى وتأليه غيره وعبادته أعظم من أي ذنب آخر، لأن الشرك جريمة فيها انتقاص للخالق تعالى وتنال من قدسه وعظمته، لذلك كان ذنبا غير مغفور، قال تعالى: (إن الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) وندرج فيما دون الشرك حادثة جار الكاتبة الملتحي وحادثة المخطئة المنتقبة إن صحت الروايتان، فهما في نهاية المطاف لم يرتكبا جريمة الشرك بالله تعالى ولم يعتقدا قط أن غيره يستحق الألوهية والعبادة.

تقول الكاتبة:
((كيف يسمح التواب الرؤوف بأن تدخل (ماما تيريزا) النار وهي التي أسست بموافقة الفاتيكان «إرسالية راهبات المحبة» التي كان هدفها العناية بالجياع والعراة والمشردين والعاجزين والعميان والمنبوذين))

لن نعيد ما قلناه سلفا، فإنه كله يجيء هنا في الحديث عن تريزا، فإن تريزا كمسيحية كاثوليكية تؤمن بالمسيح عيسى بن مريم عليه السلام إلها وربا لها، وأن مريم أم الإله، وكل ما قدمته للجياع والمحرومين من المسلمين وغيرهم إنما هو لتنصيرهم وإدخالهم في عبادة غير الله تعالى، وهي ومؤسساتها تستغل فقر المسلمين وفاقتهم ويتمهم للسيطرة عليهم، وهي مدعومة من قوى الاستعمار والاستكبار العالمي، وكل ما أسسته كان بدعم مطلق من بابا روما لهدف واحد فقط وهو (التنصير) وليس ما قالته الكاتبة من أن هدفها (العناية بالجياع) فإن العناية بالجياع وسيلة فقط، وليس هو الهدف الحقيقي وإنما الغاية صرفهم إلى عبادة المسيح.

حينما تأتي الماما تريزا إلى جائع مسلم فتطعمه وتكسوه وتؤويه لتتدرج به إلى الكفر بالله تعالى والشرك به فإن هذا العمل في غاية القبح والجحود والاستغلال، وإن ما قدمته من معونة لهؤلاء لا يختلف عن من يلتقط الفتيات من الشوارع ويطعمهن ويكسوهن ليعملن في البغاء، والفرق أن البغاء أقل جرما وقبحا من الشرك بالله تعالى، هكذا يجب أن يفهم المسلم مأدبة تريزا لا أن يكون ساذجا مأخوذا بالمظاهر الكاذبة، يجب أن نسمي الأشياء بأسمائها الحقيقية، فلا نسمي بيوت الدعارة ببيوت الإيواء، ولا نسمي تجمعات المخدرات بأندية شبابية، كذلك لا نغتر بـ(راهبات المحبة) إنما هن مروجات للكفر وتعاطي الشرك بالله تعالى.
 

هذا كله على أساس أن تريزا مؤمنة بالمسيح ربا وإلها، ولكن جدلا واسعا قد دار حول حقيقة عقيدة تريزا بعد نشر مراسلاتها السرية مع البابا واعترافاتها فيها، ومما فيها أنها كانت تتظاهر بالابتسامة وتخفي وراءها تذمرا وامتعاضا من وضعها فلم تكن راضية عن دورها وحياتها، وأنها كانت تعاني من الشك في وجود الرب، وقد أرادت حرق هذه المراسلات ولكن البابا حافظ عليها للتاريخ:


وقد سبب ظهورها صدمة كبيرة لمعجبيها وكانت فرصة عظيمة للملاحدة إذ يضمون تريزا إليهم ..




تقول الكاتبة:
(( .. الغفور الحكيم سيحاسب كل إنسان مهما كانت ديانته ومعتقداته على أعماله ونياته سيعاقبه على أخطائه ويجزيه على أفعاله الخيرة ))

أليس اعتقاده ودينه من جملة الأعمال التي سيحاسب عليها؟ هل تريد الكاتبة أن تقول بأن المعتقدات الدينية ليست موضوعا للمحاسبة عند الله؟ كيف هذا؟ ألم تسمع الكاتبة قول الله تعالى : (وجعلوا لله أندادا ليضلوا عن سبيله، قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار)؟ وكيف تفهم الكاتبة قوله تعالى: (ولا تجعل مع الله إلها آخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا)؟ القرآن الكريم مليء بمثل هذه الآيات فكيف تفهم الكاتبة هذه الآيات؟ ليس هذا الموضوع بمحل للنقاش أصلا في الدين الإسلامي الذي تفخر به الكاتبة.

تقول الكاتبة:
((الدين الإسلامي دين عظيم عادل محب للسلام والأمان والأعمال الصالحة، ينبذ الحقد، الكذب، النفاق، السرقة، ديننا يعلمنا أن نحب جميع البشر ونتعامل معهم بنيات حسنة))

هذا كله صحيح، ولكن يجب على الكاتبة أن تضع في مقدمة الأعمال المنبوذة والبغيضة التي يحاربها الإسلام (الشرك بالله) تعالى وتقدس، فإنه كفر عظيم، وهو أعظم من الحقد والكذب والنفاق والسرقة بدليل الكتاب والسنة وإجماع الأمة الإسلامية .. ووجود الشرك بالله واعتقاد ألوهية غيره أمر مؤكد وجوده في الديانات الأخرى باعتراف أربابها وآبائها وأمهاتها، وليس من حق الكاتبة ولا غيرها تكذيب هذه الحقيقة، وبالتالي فالمنافحة والدفاع عن عباد المسيح ومؤلهيه لا تمت إلى الإسلام بصلة، هذا أمر نؤكد عليه، ولا يمكن لصاحب هذه المنافحة أن يتعلل بالأعمال الصالحة، ولا مجال للجدال في هذه المسلمات، ولا ريب أن المسلم حينما يتبين له أن فئة من الناس تمارس الشرك والكفر وتأليه البشر لا ريب أنه لا يتصور منه منافحة عنهم أو مدافعة، بل إن الإصرار على المنافحة والمدافعة عمن تبين شركه وكفره والإصرار على إدخاله الجنة يعد استهتارا بتعاليم الإسلام ومبادئه ويمثل خروجا صارخا على أركانه وأسسه ومشاركة للكفار والمشركين في أفكارهم ومعاونة لهم.