الثلاثاء، 27 مايو 2014

حركة الوضع المعاصرة في المسلسلات الدينية : مسلسل (الحسن والحسين) مثالا


بسم الله الرحمن الرحيم

أحمد الله تعالى على كل حال، وأصلي وأسلم على سيدنا محمد المعصوم في النيات والأقوال والأفعال .. وعلى آله الذين طهرهم الله تطهيرا، وأعد لهم أجرا كبيرا .. وعلى أصحابه ذوي الرتب الفاخرة العلية، والفضائل الوافرة الجلية .. وعلى من تبعهم بإحسان، وكف اللسان، وتطهير الجنان .. صلاة وسلاما دائمين إلى يوم شخوص أبصار البرية، والفصل في القضية .. ذلك يوم الدين، يوم يقوم الناس لرب العالمين .. وبعد ..

لما ظهر الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه في القرون الأولى سخر الله من أهل العلم من يفضح تلك الأكاذيب، ويحذر الناس من الأخبار الموضوعة التي لا أصل لها، فتتبعوها من بطون (كتب الحديث) وصنفوا فيها التصانيف الكثيرة تحذيرا للناس وتنبيها .. فكانت الكتب هي موضوع بحثهم ومصادر تلك الموضوعات ..

فلما ظهر (التمثيل) في العصر الأخير مَثَّل الفساق شخوص الصحابة الكرام، وأتوا ـ بزعمهم ـ بأقوالهم وأفعالهم وألباسهم وأنواع من سيرهم المنقولة في بطون الكتب دون تمييز بين صحيحها وسقيمها، بل اضطروا لترويج بضاعتهم إلى الزيادة على ما في الكتب فعمدوا إلى الاختلاق عليهم والكذب والزيادة والنقصان والتحريف والتخريف ..

فلما رأى العلماء ذلك وتبين لهم ما فيه من المحاذير الكثيرة حرَّموه وذموه، ولكن أهل الفسق استمروا في غيهم إذ لا رادع لهم ..

ثم لم تزل كلمة العلماء واحدة في تجريم وتحريم تمثيل الأنبياء والصحابة ، إلى أن ظهر بعض الشيوخ الذين أباحوا تمثيل غير الأنبياء والصحابة المبشرين .. ثم تجرأ آخرون فأباحوا تمثيل غير الخلفاء من المبشرين .. ثم ازداد بعضهم جرأة فأباحوا تمثيل الصحابة كلهم الخلفاء وغيرهم ..
بل تبجح وتواقح الفساق جدا في بعض البلاد الإسلامية فاستحلوا تمثيل الأنبياء وافتروا عليهم ما لا أصل له ، وفتن الناس بهذه الأفعال افتتانا عظيما .. بحيث لم يبق شيء لم يفعله المسلمون الآن إلا إقدامهم على تمثيل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ..

وقد كان الخطب يسيرا لما أن عامة الناس يسمعون إنكار العلماء لذلك وتحريمهم وتجريمهم فيتابعون تلك الأفلام والمسلسلات من باب اللهو واللعب والتسلية، لا يحملونها على الجد ولا يسلمون ما فيها تسليم الحقائق .. 

إلا أنه ظهرت في الآونة الأخيرة ـ وياللأسف ـ سلاسل وأفلام تتقدمها إعلانات بالموافقة والتصديق من عدد من الشيوخ المشهورين، بحيث أصبح الأمر لدى العامة من المسلمين ـ وهم يرون أسماء الشيوخ قبل كل حلقة من حلقات تلك السلاسل ـ أنهم قد فارقوا اللعب والهزل إلى الجد والحق والحقيقة، وأن ما سيسمعونه وسيشاهدونه في هذه الحلقات إنما هو نسخة جديدة من الواقع القديم !!

فإخبار العامة من المسلمين أن ما سترونه وتسمعونه قد وافق عليه العلماء يقلب المسألة إلى الجد ويقيم هذه المسلسلات مقام كتب السيرة والرواية .. وهكذا بتنا أمام مصدر جديد من مصادر الوضع والاختلاق على النبي وأصحابه يجب أن يضاف إلى مصادر الأخبار المكذوبة وأن يبذل أهل العلم جهدهم في بيان المكذوب والموضوع وما لا صحة له من هذه الحلقات، لا سيما أن عامة الناس تأنس إلى هذه المسلسلات وتدمن متابعتها إدمانا كليا بحيث يقبل عليها كل طبقات الناس إقبالا لا تحظى به الكتب المصنفة.

(مسلسل الحسن والحسين)

ومن هذه المسلسلات التي عرضت على القنوات الفضائية مؤخرا والذي أجازه جماعة من الشيوخ تظهر أسماؤهم في كل حلقة : مسلسل الحسن والحسين .. وقد رأيت أن أعرض للسادة القراء مثالا لما اشتملت عليه الحلقة الأولى فقط مما يتحمل هؤلاء المشايخ تبعة اختلاقه ووضعه بحيث يستحقون جميعا أن يصنفوا ضمن الوضاعين والكاذبين على النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه وآل بيته إلا أن يتبرؤوا من هذه الأكاذيب ويعلنوا ذلك للناس .

(استعراض بعض مما ورد في المسلسل مما لا أصل له)

انقر الصور لتكبيرها 






















(تنبيهات)

الأول : مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشريف حرم هذا المسلسل وما شابهه ضمن فتوى قديمة سارية وموقف ثابت وذهب إلى مقاضاة القنوات التي تذيعه.

الثاني : مفتي الديار المصرية الأسبق نصر فريد واصل والذي ورد اسمه ضمن مجيزي المسلسل نفى أن يكون قد أفتى بجواز تجسيد شخصيتي الحسن والحسين حفيدي الرسول صلى الله عليه وسلم في المسلسل التلفزيوني الذي تبثه العديد من الفضائيات العربية خلال شهر رمضان الحالي.
وحذر من استغلال اسمه للترويج للمسلسل المثير للجدل بعد أن زعمت بعض الجهات حصولها على فتوى منه بجواز تجسيد شخوص أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم في أي عمل فني بما فيها الأفلام والمسلسلات، مهددا بمقاضاة تلك الجهات في حال الاستمرار في (تزوير) رأيه للحصول على بعض المكاسب.
وقال واصل إن رأيه يتوافق تماما مع رأي مجمع البحوث الاسلامية بالأزهر الشريف الذى هو عضو فيه برفض تجسيد شخصية حفيدي الرسول الكريم ضمن الشخصيات التي يحظر تجسيدها، ومن بينها الأنبياء وآل بيت رسول الله والعشرة المبشرين بالجنة.


الثالث : الأشراف في مصر ـ باعتبارهم أحفاد السبطين ـ وبعض الدعاة أيدوا الأزهر الشريف في موقفه واتجهوا لرفع القضايا ضد القنوات التي تبث المسلسل.

الرابع : هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية تنفي إجازة هذا المسلسل بعدما ورد اسم الشيخ قيس آل الشيخ مبارك عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة ضمن مجيزي المسلسل، وقد نفى الشيخ قيس إجازته للمسلسل، بل قال بأن: "القائمين على المسلسل زاروه وأطلعوه على شيء من السيناريو وأنه قال لهم : المكتوب خلاف الصدق" وأنه لا يستجيز ذلك.

الخامس : مكتب السيد فضل الله ينفي إجازته لتصوير مسلسل الحسن والحسين وأنه لم يطلع على نص المسلسل.

السادس : خالد بن عبد الله المصلح أحد من وردت أسماؤهم ضمن مجيزي هذا المسلسل ينفي علاقته بالمسلسل تماما.

السابع : المسلسلات الإيرانية لا تعد مسوغا لارتكاب مثل أفعالهم المشينة، ويجب الرد على الكذب بالطرق المشروعة لا المحرمة، علما بأن مكتب السيستاني نفى إجازة الأفلام التاريخية التي تثير الفتن بين المسلمين .

الثامن : الحروب الباردة والتجاذبات السياسية تستغل الدين لصالحها وتطوعه لأغراضها، والسكوت عن هذه المسلسلات جاء ضمن هذا الإطار.

التاسع : على أهل العلم عدم الاكتفاء بتحريم المسلسلات الدينية والنهي عن متابعتها ومشاهدتها بل يجب تشكيل لجان علمية تابعة للمؤسسات الإسلامية الكبرى في العالم الإسلامي لتتبع الموضوعات والتزويرات في هذه المسلسلات كما يتتبعونها في بطون الكتب لتحذير الناس منها.

العاشر : سنقوم بنقد باقي الحلقات تباعا إن شاء الله تعالى بحسب الوسع والطاقة والله الموفق.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق