الخميس، 9 فبراير 2012

الساعات الأخيرة في مجمع السلمانية (2)


الحلقة الأولى

قبيل 11 مارس :

مع اقتراب آخر فبراير بدأت الأحداث تسرع الخطى، والتجمعات تزداد، والنشاطات السياسية تشتد، وأكثر الناس كانت مشغولة بذلك، أما نحن فكنا على موعد مع عملية قيصرية في مجمع السلمانية الطبي بتاريخ 13 مارس !! (ولا يعلم الغيب إلا الله).

كنا نسمع أن شيئا ما يحدث في مجمع السلمانية، ولا ندري ما هو، والظاهر أنه أقحم في النشاطات السياسية، لكن لا نعرف صورة ذلك الإقحام، ومع اقتراب آخر فبراير ازداد الكلام على مجمع السلمانية، وكان أكثره يدور حول تجمع وشيء من التمييز وسوء الخدمة للسنة خاصة.

مستشفى الولادة في المحرق غير مجهز للعمليات الجراحية، ومستشفى الملك حمد لم يتم افتتاحه بعد، والمستشفى العسكري والعيادات الخاصة تتقاضى مبالغ طائلة على المواطن، فهل يستدعي الأمر صرف النظر كليا عن السلمانية والاتجاه للعسكري أو العيادات الخاصة؟

من خلال اتصالنا بمستشفى المحرق والعسكري لم نتلق أي تحذير من التوجه للسلمانية ـ وأهل مكة أدرى بشعابها ـ فكان الخيار الذي انتهينا إليه أن نتأكد بأنفسنا من وضع السلمانية، فعما قريب سنذهب إليه لفحوصات ما قبل العملية، ويمكنني حينئذ تقييم الوضع.

زيارة خاطفة للسلمانية :

 مع بداية مارس كان موعدنا مع السلمانية لإجراء بعض الفحوصات، دخلنا وخرجنا من بوابة الإسعاف رقم (6)، والتي تستقبل حالات الولادة، أعني البوابة القريبة من سلسلة المحلات والمطاعم، وفي خط سيرنا هذا كان كل شيء على ما يرام، ولا يوجد ما يدعو للقلق في هذا الخط، ولم نتكلف الذهاب يمينا ناحية بوابة الطوارئ القريبة من بوابة الولادة ومشاهدة ما يجري هناك، فلا شأن لنا بالطوارئ الآن.

كلمة ولي العهد :

وفي السادس من مارس تحدث ولي العهد في تلفزيون البحرين عن حق الاعتصام والتجمهر السلمي، مع أنه سئل عن امتدادات دوار مجلس التعاون ! وكان السلمانية هو امتداد الدوار، وجاءت إجابة ولي العهد لينة هينة، بحيث يفهم منها أن الاعتصام والتجمهر حق يكفله الدستور بشرط السلمية وعدم التعدي على حقوق الآخرين، ويمكن الاستماع إليه في الدقيقة (5.50) من هذا التسجيل بتاريخ 6 مارس :





هل يُفهم من هذا الكلام أن التجمهر في الساحة المقابلة لبوابة الطوارئ يؤيده القانون ويسنده الدستور مادام المتجمهرون مسالمين؟

الكلام محتمل لشموله حالة السلمانية، وكذلك فهم كثير من الناس، ولكني شخصيا لا أفهم صراحته في ذلك، وبالرغم من عدم اطلاعي على مدى قانونية هذا الفعل فإني شخصيا غير مرتاح له، لأن المريض يريد أن يشعر بالطمأنينة والاستقرار في محل علاجه ولا يحب أي نشاط آخر قد يعكر على تلقيه العلاج.

وزير الصحة في الإعلام الرسمي :

لكن في يوم 9 مارس وفي النشرة الإخبارية الرسمية في تلفاز البحرين أذيع خبر زيارة وزير الصحة نزار البحارنة لمستشفى السلمانية، ويجب على قارئ مقالنا أن يستمع إلى هذا التسجيل جيدا هنا:




إذن فولي العهد لا يرى بأسا بالتجمهر السلمي في امتدادات الدوار، وتلفاز البحرين ـ وهو الإعلام الرسمي ـ يخاطب المواطنين ـ بلسان وزير الصحة ـ رسميا فيخلص إلى طمأنة المواطنين إلى أن المستشفى (هادئ) و(مستقر) و(طبيعي) و(لا عائق) و(آمن) و(لا إشكال) والوزير (سعيد جدا) هذا بالنسبة للمستشفى بكل أقسامه خصوصا (الطوارئ) و(الولادة) وحث الوزير على (عدم الانجرار وراء الشائعات) .. إلخ ثم لا نجد أي خطاب رسمي آخر يعارض أو يستنكر هذا، ولم نسمع أي تصريح من وزارة الداخلية بشأن هذه النشرة الرسمية، علما بأن التجمع في السلمانية استمر من منتصف فبراير إلى منتصف مارس أي شهرا كاملا ! دون أن نرى إعلانا بخصوص ذلك أو نسمع كلمة (على الجمهور التفرق).

بعد هذا كله كان لزاما علينا أن نشعر بالاطمئنان التام، وأنه لا شيء في المستشفى يشكل خطرا أو يخالف القانون ـ وإن كنت غير مرتاح لوجود أي نشاط  غير طبي ـ وأن ما راج على الألسنة عن المستشفى ما هي إلا إشاعات كاذبة.

وبناء على ذلك فقد قررنا أن نواصل مع مستشفى السلمانية.


الجمعة 11 مارس 2011م

في مساء هذا اليوم ذهبنا إلى مستشفى السلمانية لحجز غرفتنا وإتمام إجراءاتنا، فدخلنا من بوابة (6) ووقفنا في الموقف بشكل طبيعي جدا، وأكملنا الإجراءات دون تمييز أو تأخير، كان الموظفون على مكاتبهم يعملون، وكل شيء يجري بسلاسة، ثم حملنا أمتعتنا إلى غرفتنا، وكان المستشفى من حيث ما يظهر لنا كما وصفه وزير الصحة، كل شيء على ما يرام، لكن عرفنا فيما بعد أنه تزامن مع دخولنا السلمانية مجيئ أعداد من المصابين بالاختناقات إلى قسم الطوارئ بسبب ما سمي بمسيرة الديوان، وهذا يفسر بعض الكثافة المتبقية من الناس ثم خفت شيئا فشيئا، وعرفنا أن كلمة ألقيت في موقف السيارات بقسم الطوارئ للمقداد، وقد رأيتها فيما بعد على (يوتيوب) وهي كلمة هادئة، ذكر فيها أشياء منها ضرورة عدم إزعاج المرضى وإعاقة عمل الأطباء، ثم انصرفوا، وبالرغم من ذلك الهدوء، وبالرغم من أننا لم نشعر بأي تعطيل أو إعاقة، ولم نحس بتلك النشاطات ونحن داخل المبنى، وبالرغم من عدم ظهور أي رد فعل رسمي لإزالة مظاهر هذا التجمهر والتجمع وتلك الخيام وكأن الحكومة راضية، أقول بالرغم من ذلك كله فإن المعارضة قد ارتكبت خطأ قاتلا بإقحام السلمانية في نشاطاتها هذه كما سيتضح شيئا فشيئا.

هذا وبعد ترتيب جميع الأمور، ومع تأخر الوقت، وانتهاء مواعيد الزيارة، كان علي أن أنصرف، فخرجت كما دخلت لا بأس ولا ضير.  


هناك 4 تعليقات:

  1. بخصوص كلمتك اللي القيتها في مجمع السلمانية وكانت فيها محاولة التقريب بين السنة والشيعة كانت كلمة طيبة وما عليك من العذال يا شيخنا انا سني واقولك رفعت راسنا يا أزهري

    ردحذف
  2. بارك الله فيك، وسيأتي الكلام على هذا.

    ردحذف
  3. بارك الله فيك أيها الحر وابن الأحرار

    ردحذف